بسم الله الرحمن الرحيم
مقالة بعنوان : جذور التميز
تصف تجربتي الشخصية في الحصول على جائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي
للعام 2008
مقالة بعنوان : جذور التميز
تصف تجربتي الشخصية في الحصول على جائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي
للعام 2008
كحبات اللؤلؤ الأبيض الصافي المنثورة على رداء وردي ،تدحرجت تلك الدموع الغالية على وجنتيّ مديرتي الفاضلة لحظة إعلان نتائج التقييم الختامي لجائزة الملكة رانيا العبد الله للمعلم المتميز .... كانت تلك دموع فرحها بفوزي وحصولي على مركز من بين المعلمين المرشحين الذين بلغ عددهم حوالي ألف وثلاثمائة معلم مرشح لأن الفوز وتحقيق المركز حلم كل معلم مبدع يعمل بجد .
بدأت رحلتي مع الجائزة منذ لحظة كتابتي لطلب الترشيح، بتشجيع من مديرتي ومدرستي . حيث قمت بالإجابة عن أسئلة معايير الجائزة التسعة والتي يصفها كل من قرأها بالصعوبة البالغة وكأنها امتحان؛ حيث الإجابات مقيدة بعدد من الكلمات لكل معيار وقد وزعت عليها العلامات للتقييم من قبل اللجان المختصة .
.... "ألف مبارك " كانت تلك العبارة التي بادرتني بها إحدى زميلاتي لحظة دخولي إلى غرفة المعلمات حيث كانت قد شاهدت اسمي في قائمة الفائزين في المرحلة الأولى على الانترنت .كان وقع تلك العبارة عليّ رائعاً ،وتركت في نفسي أثرا لا ينسى إلى اليوم؛ لأن شعوري كان مزيج من الفرح والقلق الشديد من المرحلة الثانية ,مرحلة التقييم الميداني وحضور اللجنة إلى المدرسة لمتابعة أعمالي في الميدان، ويا له من يوم (ذكرني بيوم الحساب ) دون مبالغة .....تفتيش ,سجلات , أدلة ,إثباتات ,تقارير ..... إلى ذلك من التسميات التي تعرفونها . ثم كتب التقرير، وغادرت اللجنة . تتبعها المرحلة الثالثة وهي أصعب المراحل(المقابلة الشخصية ) من قبل لجنة مختصة بهذا الموضوع يجلس أعضاؤها حول طاولة مستديرة، وما إن تدخل حتى تبدأ أسئلة بعضهم تهطل عليك كالمطر من كل صوب وبعضهم يكتفي بالصمت ويراقبك في كل حركاتك وسكناتك، ولكن كما يقال (من سار على الدرب وصل ) وهذا ما كان.
أدعو لكل معلم يعمل ويخلص في عمله بالتوفيق والأجر من الله تعالى أولاً ،وأن يجد من يقدر عمله وجده واجتهاده أخيراً؛لأنه ليس أجمل من أن يقيّم أعمالنا أشخاص من خارج المدرسة بل ومن خارج إطار التربية والتعليم ،فكيف بهذا التقييم لو كان ملكياً ،وبرعاية ملكية وتكريم من جلالة الملكة رانيا حفظها الله، حيث كانت مصافحتي لها عند تسلم الجائزة بمثابة وعد للاستمرار على درب الإبداع والتميز ،وشعرت لحظتها أن الجائزة تستحق مني السبع عشرة عاما التي بذلتها من العطاء،بل كانت في سبيل الوصول إلى هذا التكريم . وما زلنا نردد عبارتها التي أنصفت المعلم بها حين قالت جلالتها : " وعاد زمن المعلم " .
حفظ الله أردننا الغالي.وحفظ معلمنا الأردني عزيزاً معطاء .
نصائح للمعلمين :
بداية أشجع جميع المعلمين للترشيح وخوض أروع تجربة في حياة المعلم ،وأقدم هذه الاقتراحات:
• أن المعلم ثلاثة محاور رئيسة:الشخصية،المادة العلمية،والتوثيق.
• الصدق والإخلاص والرقابة الذاتية في العمل.
• احترام الطالب والاهتمام به من كافة الجوانب:أكاديميا،وسلوكياً وإكسابه القيم والاتجاهات.
• تطوير علاقته بالمجتمع المحلي من خلال الشراكة معه فيما يفيد المدرسة والمجتمع.
مع تحياتي : فراشة لبابة
عدل سابقا من قبل فراشة لبابة في الأربعاء مارس 24, 2010 4:30 pm عدل 1 مرات